
مقدمة عن البقلاوة وأصولها
تعتبر البقلاوة من أشهر الحلويات الشرقية التي تمتاز بطبقات العجين الرقيقة والمقرمشة المحشوة بالمسكرات، وهي من الحلويات التي يعشقها الكثيرون حول العالم. تعود أصول البقلاوة إلى العصور القديمة، وقد مرت بتطورات وتحولات عديدة حتى أصبحت كما نعرفها اليوم. يُعتقد أن أول ظهور للبقلاوة كان في بلاد ما بين النهرين، وذلك تحت التأثير العثماني الذي ساهم في نقل هذا النوع من الحلويات إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا.
تحظى البقلاوة بشعبية كبيرة في تركيا، حيث تعتبر جزءاً مهماً من التراث الغذائي التركي. خلال العهد العثماني، كانت البقلاوة تُعد في القصور الملكية وتُقدم في المناسبات الرسمية والعائلية. كما انتقلت إلى بلاد الشام، حيث أضافت الثقافات المحلية لمساتها الخاصة عليها، مما جعلها تتنوع في النكهات والمكونات. بالإضافة إلى تركيا، اشتهرت البقلاوة أيضاً في البلاد العربية مثل سوريا ولبنان، حيث تكون جزءاً من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية.
مع مرور الزمن، أصبحت البقلاوة رمزاً للحلويات الفاخرة، لا سيما في المناطق التي كانت تحت الحكم العثماني. تُحدد جودة البقلاوة بطبقات عجينها الرقيقة والمنتظمة، إلى جانب حشوتها الغنية بالمكسرات مثل الفستق واللوز. تُعتبر عملية إعداد البقلاوة فناً بحد ذاته، أثناء دمج نكهات الثقافات المختلفة تمثل حقبة زمنية غنية بالتبادل الثقافي.
إذًا، فالبقلاوة ليست مجرد حلوى، بل هي جزء من تاريخ وثقافة الشعوب التي تحترف إعدادها. هذا الانتشار العالمي للبقلاوة يعكس قوة تأثيرها، حيث يمكن العثور عليها اليوم في مختلف زوايا العالم، وهي تحتفظ بمكانتها كحلوى كلاسيكية تجسد الفن والثقافة والتراث.“`html
المكونات المطلوب تجميعها
عند تحضير بقلاوة بحشوة الفستق، من الضروري تجميع كافة المكونات الأساسية لضمان الحصول على نتيجة ممتازة. قبل البدء في العملية، تأكد من وجود عجينة الفيلو الجاهزة (أو يمكن استخدام عجينة البيف باستري كبديل). إذ أن هذه العجينة الرقيقة ضرورية لتكوين الطبقات المميزة للبقلاوة.
لإضافة النكهة والدسامة، يجب استخدام السمن البلدي أو الزبدة حسب التفضيل الشخصي. السمن يعطي البقلاوة قوامًا وغنىً لا مثيل لهما. أما بالنسبة للحلاوة، فإن السكر عنصر لا غنى عنه؛ فهو الذي يبرز المذاق الحلو للبقلاوة.
والعنصر الأكثر أهمية في هذه الوصفة هو الفستق الحلبي المطحون. يُفضل استخدام فستق حلبي عالي الجودة للحصول على نكهة غنية ومميزة. هذا المكون يضفي للبقلاوة قوامها المقرمش ونكهتها الشهية.
لإضفاء نكهة مميزة إضافية، يمكن استخدام ماء الورد أو ماء الزهر. هذه المكونات العطرية تمنح البقلاوة رائحة زكية وطعمًا لذيذًا ينفرد بها عن أي حلوى أخرى. يُفضل دائماً استخدام مكونات عالية الجودة؛ لأن ذلك ينعكس بشكل مباشر على جودة الطعم النهائي للبقلاوة.
بالتالي، تأكد من تحضير عجينة الفيلو الجاهزة، والسمن أو الزبدة، والسكر، والفستق الحلبي المطحون، وماء الورد أو ماء الزهر قبل البدء في تحضير الوصفة. هذه المكونات مجتمعة تضمن لك الحصول على بقلاوة بحشوة الفستق ذات مذاق لا يُقاوم.
طريقة تحضير عجينة الفيلو وتجميع البقلاوة
للحصول على بقلاوة مثالية، تبدأ العملية بإعداد عجينة الفيلو. تُعتبر عجينة الفيلو أهم عنصر في هذه الوصفة، وتحتاج إلى التحضير بعناية فائقة. تُبدأ التحضيرات بتثبيت عجينة الفيلو على سطح نظيف ومسطح، ثم يُدهن كل ورقة بفرشاة بمقدار كافٍ من السمن المذاب، لضمان تناغم القوام والهشاشة المطلوبة.
يستمر تكرار هذه الخطوة حتى يتم استخدام نصف كمية أوراق الفيلو المتاحة. بعد ذلك، يُضاف نصف حشوة الفستق المرغوبة بين الطبقات المرقة. للحصول على أفضل نتيجة، ينبغي توزيع الحشوة بشكل متساوٍ لضمان توزيعها بين جميع طبقات العجين.
بعد وضع طبقة الفستق، يُستأنف رص باقي أوراق الفيلو بنفس الطريقة، ثم يسدل السمن المذاب على كل ورقة. جدير بالذكر أنه يجب المحافظة على ضبط كمية السمن المستخدم حتى لا تصبح البقلاوة ثقيلة أو دهنية أكثر من اللازم.
عند اكتمال توزيع العجينة والحشوة، تُقطع البقلاوة بشكل جمالي إلى أشكال مختلفة، مثل المثلثات أو المربعات، وذلك حسب الرغبة. يساعد التقسيم المسبق في ضمان خبز القطع بشكل متساوٍ والحصول على مظهر متناسق وجذاب عند التقديم.
بعد عملية التقطيع، توضع الصينية في فرن مُسخن مسبقًا على درجة حرارة مناسبة وتُخبز حتى يُصبح اللون ذهبيًا مشرقًا وتَتميز البقلاوة بقرمشة مثالية. الحيلة للحصول على بقلاوة رائعة تكمن في التحكم الصحيح بدرجة الحرارة ووقت الخبز لتجنب حرق الأطراف أو الفيلو.
الخبز والتقديم
للحصول على بقلاوة مثالية، يجب أن تكون عملية الخبز دقيقة ومدروسة. بعد تحضير طبقات العجينة والحشوة، يسخن الفرن إلى درجة حرارة 180 درجة مئوية (350 درجة فهرنهايت). تُوضع صينية البقلاوة في الرف الأوسط لضمان توزيع الحرارة بالتساوي. يُفضّل استخدام فرن مزود بمروحة إن أمكن؛ إذ يساعد على تحقيق اللون الذهبي المرغوب بصورة متساوية.
يُترك الطهي لمدة تتراوح بين 45 و60 دقيقة، حتى تلاحظ تحوّل لون الطبقات العليا إلى ذهبي مشمشي. يمكن تغطية صينية البقلاوة بورق الألمنيوم بعد مرور نصف المدة إذا بدأت الطبقات العليا في التلوّن بسرعة لتجنب الاحتراق.
أثناء خبز البقلاوة، يُحضّر الشراب السكري (الشيرة). يُوضَع كوبان من السكر مع كوبين من الماء في وعاء على نار متوسطة، ويتم تقليبهما حتى يذوب السكر تماماً. بعد ذلك، تُضاف ملعقة من عصير الليمون ويُترك الخليط ليغلي لمدة 10 دقائق على نار هادئة. يُرفع الشراب عن النار ويُترك ليبرد قليلاً.
عقب نضج البقلاوة ووصولها للون المطلوب، تُخرج من الفرن وتُترك لتبرد قليلاً لمدة 5 دقائق. بعد ذلك، يُسكب الشراب السكري بلطف فوقها مع التأكد من تغطية جميع الزوايا والطبقات بالتساوي. يُفَضّل إجراء هذه الخطوة بينما البقلاوة ما زالت دافئة لضمان امتصاص البقلاوة للشراب وتوزيع النكهة جيداً.
للتقديم الجميل، يمكن تقطيع البقلاوة إلى مربعات أو مثلثات متساوية الحجم باستخدام سكين حاد. يُمكن أيضاً تزيين كل قطعة بمزيد من الفستق المفروم لإضفاء لمسة جمالية ونكهة إضافية. يتم تقديم البقلاوة في طبق مقتبل الظهور ويُفضل تقديمها دافئة أو في درجة حرارة الغرفة، مع كوب من القهوة العربية أو الشاي لإكمال التجربة التقليدية الممتعة.
Share this content: